يلجأ الكثيرون إلى العلاج باستخدام كاسات الهواء للظهر (الحجامة الجافة) أو ما يعرف بالحجامة لعلاج العديد من الحالات الصحية. في هذا المقال سنستعرض أهم الفوائد التي قد تقدمها طريقة كاسات الهواء لعلاج الظهر مع تسليط الضوء على بعض التحذيرات المرتبطة بها.
تعتبر الحجامة الجافة واحدة من تقنيات الطب التكميلي التي تستخدم لتعزيز الصحة العامة وعلاج بعض الحالات. تعتمد هذه الطريقة على وضع كؤوس طبية خاصة على سطح الجلد حيث تختلف الأساليب المتبعة في استخدامها حسب نوع الحجامة المستخدمة.
في الحجامة الجافة يتم تسخين الكؤوس قليلا قبل وضعها على الجلد. يمكن تحقيق ذلك عبر إشعال كرة قطنية مبللة بالكحول داخل الكوب لفترة وجيزة مما يؤدي إلى إزالة الهواء منه وإنشاء فراغ عند وضعه على البشرة. هذا الفراغ يخلق ضغطًا سلبيًا يجعل الجلد يتورم قليلا داخل الكأس.
أما في الأسلوب الحديث فقد تم استبدال التسخين التقليدي باستخدام أجهزة شفط صغيرة تقوم بسحب الهواء من الكؤوس مباشرة. يعمل هذا النظام على رفع الجلد بلطف داخل الكأس ما يساعد في تحفيز الدورة الدموية وتخفيف الألم بالإضافة إلى تقديم فوائد أخرى مرتبطة بتحسين صحة الجسم.
تكمن أهمية هذه الطريقة في قدرتها على استهداف مناطق محددة من الجسم بشكل دقيق مما يجعلها خيارا شائعا بين العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن علاجات تكميلية لتلبية احتياجاتهم الصحية.
غالبًا ما يشار إلى كاسات الهواء كوسيلة لتخفيف الآلام بشكل موضعي وعام. وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة التي تدعم فعاليتها في علاج آلام الظهر والرقبة إلا أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات عالية الجودة للتأكد من ذلك بشكل قاطع.
تشير جمعية الحجامة البريطانية إلى إمكانية استخدام كاسات الهواء لعلاج الظهر وحالات صحية متعددة رغم عدم توفر أبحاث كافية لإثبات فعاليتها بشكل كامل. ومن بين هذه الحالات:
– اضطرابات الدم: مثل فقر الدم والهيموفيليا.
– أمراض الروماتيزم: مثل التهاب المفاصل ومتلازمة الألم العضلي التليفي.
– الأمراض النسائية: بما في ذلك مشكلات الخصوبة.
– المشكلات الجلدية: مثل حب الشباب.
– ارتفاع ضغط الدم.
– الصداع النصفي.
– القلق والاكتئاب.
– احتقان الشعب الهوائية: الناجم عن الحساسية أو الربو.
– الدوالي.
كما تساعد كاسات الهواء للظهر على استرخاء العضلات وتحسين الصحة العامة. وقد أفاد الرياضيون بأنها تعزز تدفق الدم إلى المناطق العضلية المستهدفة وتقلل من الشعور بالألم.
تشير بعض الأبحاث أيضا إلى أن الجمع بين كاسات الهواء وعلاجات أخرى مثل الوخز بالإبر أو الأدوية قد يزيد من فعالية النتائج. ومن بين الحالات التي يمكن أن تستفيد من هذا التكامل العلاجي:
– الهربس النطاقي.
– حب الشباب.
– شلل الوجه.
– داء الفقار الرقبية.
ولكن يجب أن تتم عملية الحجامة الجافة في مركز مساج متخصص او مركز علاج طبيعي مرخص.
على الرغم من فوائد كاسات الهواء لعلاج الظهر فإن لهذه الطريقة بعض الجوانب السلبية التي يجب أخذها في الاعتبار. على سبيل المثال إذا كان الشخص يعاني من مشكلات جلدية فقد يؤدي استخدام الكاسات إلى تفاقم الحالة في المنطقة التي يتم وضع الكأس عليها.
وفي حالات نادرة قد يتعرض البعض لنزيف داخلي أو تفاقم حالة فقر الدم إذا فقدوا كمية كبيرة من الدم أثناء استخدام كاسات الهواء الرطبة.
يمكن أن تأتي الحجامة بفوائد عديدة إلا أنها قد تحمل بعض الآثار الجانبية التي يجب أخذها في الاعتبار. من بين هذه الآثار:
– تغير دائم في لون الجلد: حيث قد تترك الكاسات آثارًا واضحة على البشرة.
– التندب والحروق: نتيجة استخدام التقنيات بشكل غير صحيح أو بسبب حساسية الجلد.
– العدوى: إذا لم يتم تعقيم الأدوات المستخدمة بشكل جيد.
– الصداع والتعب: وهما من الأعراض الشائعة بعد الجلسة لكنهما غالبا ما يكونان مؤقتين.
– الدوخة والإغماء: خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف عام أو انخفاض في ضغط الدم.
– الغثيان والأرق: وهي آثار نادرة لكنها محتملة.
على الرغم من فوائد الحجامة الجافة هناك بعض الحالات التي يفضل فيها الابتعاد تمامًا عن هذا النوع من العلاج. ومن أبرز هذه الحالات:
نظرًا لقلة الأبحاث حول تأثير كاسات الهواء على النساء الحوامل ينصح بتجنبها خلال هذه الفترة لضمان سلامة الأم والجنين.
مثل تجلط الأوردة العميقة أو الإصابة السابقة بسكتة دماغية. استخدام الكاسات في هذه الحالات قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة.
بما في ذلك الأكزيما والصدفية. يمكن أن يؤدي وضع الكاسات إلى تفاقم الأعراض وتضرر الجلد بشكل أكبر.
ينصح بتجنب استخدام كاسات الهواء لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية مثل النوبات حيث قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الحالة.
ما الحالات الصحية التي يمكن أن تعالجها الحجامة الجافة؟
تعتبر الحجامة الجافة واحدة من الأساليب العلاجية المتعددة الاستخدامات في مجال الطب التكميلي حيث تظهر قدرتها على تخفيف العديد من المشكلات الصحية. بفضل آلية عملها التي تعتمد على تحفيز نقاط معينة في الجسم يمكن لهذه التقنية أن تكون فعالة في معالجة مجموعة واسعة من الحالات.
تشمل الفوائد العلاجية للحجامة الجافة ما يلي:
– آلام العضلات والعظام: مثل آلام أسفل الظهر والرقبة والكتف والركبة.
– الصداع النصفي والشقيقة: حيث تساعد في تهدئة الأعصاب وتقليل الألم.
– مشكلات الجهاز التنفسي: مثل السعال وضيق التنفس والربو.
– الأمراض الجلدية: مثل حب الشباب والحروق البسيطة.
– التهاب المفاصل: سواء كان التهاب المفاصل الروماتويدي أو غيره.
– ارتفاع ضغط الدم: إذ قد تساهم في تحسين الدورة الدموية وخفض الضغط.
– داء السكري: يمكن أن تلعب دورا داعما في إدارة بعض الأعراض المرتبطة بالمرض.
من خلال استهداف مناطق محددة في الجسم تظهر الحجامة الجافة إمكانات واعدة في تحسين تدفق الدم وتخفيف التوتر العضلي مما يجعلها خيارا شائعا لمن يبحثون عن علاجات طبيعية لدعم صحتهم العامة. ومع ذلك ينصح دائما باستشارة مختص قبل البدء باستخدام هذه الطريقة لضمان ملاءمتها لحالتك الصحية.
أترك تعليقًا
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *