قصة سيدنا يونس

قصة سيدنا يونس كاملة

في عالم القصص الدينية، تبرز قصة سيدنا يونس عليه السلام كواحدة من القصص العميقة و المليئة بالعبر، تبدأ القصة بدعوة يونس لقومه إلى التوحيد، لكنهم كذبوه و عارضوه بشدة، مما دفعه لمغادرة قريته بعد أن شعر باليأس من استجابتهم، على الرغم من ذلك، تحمل القصة دروسًا هامة حول الصبر والإيمان، وكيف أن الندم على البعد عن الحق قد يؤدي إلى العودة إلى الله، في هذه المقالة، سوف نتطرق معًا إلى أحداث القصة الكاملة لسيدنا يونس وما تحمله من معاني تعكس رحمة الله ومغفرته.

قصة سيدنا يونس كاملة

عندما غادر يونس عليه السلام مدينة نينوى، انضم إلى مجموعة من القوم وركب معهم في سفينة، وعندما وصلوا إلى وسط البحر، بدأت السفينة بالتمايل والاهتزاز بشدة، ولم يجدوا سبيلًا للنجاة إلا بتخفيف الحمولة عبر إلقاء أحدهم في البحر، لذلك قرروا إجراء قرعة لتحديد من يلقي بنفسه، فجاءت القرعة في كل مرة على يونس عليه السلام، حاول القوم تجنب إلقائه لظنهم في صلاحه وخيره، لكن عندما تكرر الأمر ثلاث مرات، ألقى يونس عليه السلام بنفسه في البحر، متوقعًا أن ينجيه الله من الغرق، وبالفعل، أرسل الله حوتًا ليلتهمه دون أن يصيبه بأذى.

داخل بطن الحوت، ظن يونس عليه السلام أنه قد مات، لكنه تحرك فوجده حيًا، فسجد شكرًا لله الذي أنجاه من أي ضرر، بقي يونس عليه السلام في بطن الحوت ثلاثة أيام، خلالها سمع أصواتًا غريبة لم يفهمها، فأوحى الله إليه أن هذه الأصوات هي تسبيح مخلوقات البحر، فانضم إليهم قائلاً: “لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين”.

قصة سيدنا يونس
قصة سيدنا يونس

بعد ذلك، أمر الله الحوت أن يقذفه إلى اليابسة، فنبتت له شجرة من يقطين يستظل بها ويتغذى من ثمرها حتى استعاد عافيته، بعد أن نجا، عاد يونس عليه السلام إلى نينوى فوجد قومه قد آمنوا بالله وأصبحوا موحدين، فبقى معهم فترة وهم على طريق الصلاح والتقوى، ولكن عندما عادوا لاحقًا إلى ضلالهم وكفرهم، أنزل الله عليهم عذابه ودمر مدينتهم، لتصبح عبرة للأجيال التي جاءت بعدهم، يقال إن يونس عليه السلام دفن بعد ذلك بالقرب من ساحل صيدا.

 

تأثير دعوة يونس على قومه

أقرأ أيضًا

فضل صيام يوم عاشوراء في الإسلام

ذكر في نسب يونس عليه السلام أنه يونس بن متّى، ويصل نسبه إلى بنيامين شقيق يوسف عليه السلام،  حيث بعث يونس -عليه السلام- إلى نينوى في العراق، حيث كانت القبائل تعاني من الشرك وعبادة الأصنام، فأوحى يونس إليهم ودعاهم إلى عبادة الله وحده، إلا أنهم قاموا بتعذيبه وكفروا برسالته، ورفضوا التخلي عن أصنامهم، ومن بينها صنم كبير يدعى عشتار.

 يقال أن دعوته استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة، ولكن لم يؤمن معه سوى رجلين، مما دفعه للشعور باليأس فتركهم وخرج من بلدتهم، وبالتالي عندما غادر يونس -عليه السلام- نينوى، ظن أن الله -تعالى- لن يعاقبه على ذلك، لأنه بذل جهده في الدعوة ولم يستجب له أحد.

وبعد خروج يونس عليه السلام، بدأت علامات عذاب الله تتجلى على قومه بسحب سوداء ودخان يغشيهم فأدركوا أن العذاب قادم ولا مفر منه، في خوفهم الشديد بحثوا عن يونس عليه السلام ليهديهم إلى طريق التوبة، لكنهم لم يتمكنوا من العثور عليه فاتجهوا إلى شيخ حكيم و استفسروا منه عن ما يجب فعله للتوبة، ومن هنا أرشدهم إلى التواضع أمام الله، فاجتمعوا وتغطوا بالرماد وارتدوا المسوح، متضرعين إلى الله في مشهد مهيب، داعين أن يصرف عنهم العذاب ويقبل توبتهم، وبرغم كفرهم وعنادهم السابق تاب الله عليهم وقبل إيمانهم، ولم يشهد يونس عليه السلام هذا المشهد.