قرية المفتاحة السياحية بالسعودية

المفتاحة

قرية المفتاحة . تعد قرية المفتاحة واحدة من القرى التي تجسد الفولكلور الثقافي والتاريخي في المنطقة، حيث تبرز فيها المعالم التاريخية والتراثية التي تعكس حياة أهلها عبر العصور وتحافظ القرية على هويتها الثقافية وتوفر للزوار تجربة فريدة للتعرف على التراث العريق، وهذا يجعلها وجهة مثيرة للاهتمام.

المفتاحة2
قرية المفتاحة

معلومات عن قرية المفتاحة

قرية المفتاحة تعد من القرى السياحية الموجودة في مدينة أبها في جنوب المملكة العربية السعودية وتتكون وفق أسلوب معماري مستوحى من تراث وحضارة منطقة عسير.

تحتوي القرية على المركز الثقافي للملك فهد الذي يضم الكثير من المعالم التي تجعل منه مركز ثقافي بارز على مستوى الدول العربية، كما يوجد مقر المفتاحة الأثري الذي يحتوي على عدد ضخم من القطع الأثرية العسيرية، وكذلك محلات الحرف المميزة مثل محلات بيع العسل ومحلات الفضة ومحلات الأسلحة القديمة ومحلات التحف.

ويعتبر مسرح طلال مداح، الموجود في القرية واحد من أكبر مسارح الوطن العربي، حيث يضم 3800 كرسي ويشهد هذا المسرح كل سنة احتفالات المنطقة مع مجموعة من الفعاليات المتنوعة.

تتواجد بها بعض المنازل الطينية القريبة من السوق والتي تعد أثرية ويضم السوق جميع المأكولات الشعبية والحرف، وهذا يعكس ثراء التراث المحلي.

كما يشهد السوق الآن إقبال ضخم، حيث يسعى جميع زوار منطقة عسير إلى الإستمتاع بزيارة سوق الثلاثاء الشعبي وايضا الحرف اليدوية التي تمثل تراث لهم وقد تغييرت ملكية قرية المفتاحة وأصبحت تابعة لوزارة الثقافة في شهر مايو عام 2019.

نشأة قرية المفتاحة

كانت قرية المفتاحة تتمتع بخصوصية تاريخية يرجعأصلها لعدة قرون، وقد تجسدت هذه الخصوصية في حقول الذرة والقمح والبساتين التي تملؤها أشجار الفواكه مثل الخوخ والعنب والمشمش والتين والتوت.

وقديما، كانت تقع في وسط مدينة أبها قبل حوالي 260 عام، وكانت تتكون من مجموعة من المنازل المترابطة التي امتدت على طول الممرات الداخلية والخارجية.

وتم بناء هذه المنازل في وقتها بطرق تقليدية مستخدمة في منطقة عسير، حيث كانت الفتحات صغيرة والجدران سميكة وتم استخدام تقنية الرقف لحماية الجدران الطينية من مياه الأمطار ولتوفير الظل على واجهات المباني.

شاهد أيضا: تعرف على أجمل أماكن السياحة في مصر

مراحل تطوير قرية المفتاحة

بعد مرور فترة زمنية شهدت خلالها مدينة أبها ازدهار ملحوظ في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك نهضة العمران التي دفعت العديد من السكان إلى مغادرة قرية المفتاحة فتخلى السكان عن منازلهم وأهملوا مزارعهم، بينما استمرت المدينة في الزحف نحو القرية من جميع الاتجاهات.

في إطار هذا التحول، يذكر خالد الفيصل بن عبد العزيز أنه عندما زار المفتاحة للمرة الأولي، وجد بقايا منازل قديمة محاطة ببعض المزارع، ولم يكن هناك سوى رجل مسن يتجول بعصا.

وفي ذات السياق، أشار الأديب محمد بن عبد الله الحميد إلى أن الأمير علي بن مجثل خطط القرية في أوائل القرن الثاني عشر في التقويم الهجري على جانبي وادي أبها، حيث بنى قصره الذي لا تزال أنقاضه موجودة حتى اليوم.

الحياة الزراعية في قرية المفتاحة

تعتبر قرية المفتاحة من المناطق الزراعية بامتياز، حيث سكن فيها مجموعة من موالي الأمير وآخرون من السكان المحليين وكانت تروى مزارعها من آبار غنية بالمياه، وهذا جعلها مكان مزدهر.

وقد تمتد سواقي الماء إلى غدران الوادي، حتي يضمن توزيع المياه بشكل عادل بين الحقول والبساتين وفقا لقوانين وأعراف متفق عليها وكان المنظر العام للمفتاحة يشبه حديقة غناء مليئة بأشجار مثمرة ونباتات ملونة، حيث كانت تمتد الزيارات اليومية للمتنزهين في كل عصر.

المفتاحة1
قرية المفتاحة

مشروع الأمير خالد الفيصل في قرية المفتاحة

قبل ما يقرب من عشرين عام، قام سمو الأمير المسؤول عن المنطقة في ذلك الوقت خالد الفيصل بن عبد العزيز بإطلاق مشروع ثقافي يهدف إلى إنشاء مركز ثقافي يرفع عليه اسم الملك فهد بن عبد العزيز، بالإضافة إلى سوق شعبي مرتب تحت مسمى سوق الثلاثاء.

وقد أقيم هذا السوق تكريم لتاريخ السوق الذي كان قائم في وسط مدينة أبها لعدد من القرون قبل أن يتم إزالة المباني القديمة في إطار خطط التنمية والتطوير.

وبذل الأمير خالد جهود كثيرة لتعويض مالكي الأراضي، وقام بتصميم القرية الجديدة بدعم معنوي ومادي، بالتعاون مع المواطنين وجرى تنظيم فعاليات فنية ومعارض، بالإضافة إلى مسرح يتسع لعدد ضخم يزيد عن ثلاثة آلاف مشاهد، تم افتتاحه بحفل مميز حضره ضيوف أول لقاء عسيري صيفي سنوي من داخل المملكة والخارج.

وتجسدت قرية المفتاحة بصورتها الجديدة كتجربة فريدة ليست فقط على مستوى المملكة، بل أيضا على مستوى الدول المجاورة ولا يزال الجزء المتبقي من القرية في انتظار التحديث ضمن مشروع وسط أبها، مع الأمل في ألا يطول الانتظار لتحقيق ذلك.

إعادة إحياء قرية المفتاحة

بدأت قرية المفتاحة بفكرة صاحبها هو خالد الفيصل في اول عام 1408 هجريا وكانت القرية في تلك الفترة مهجورة وفي حالة سيئة، لذا تم سحب ملكيتها لتحويلها إلى متنفس عام، إلى جانب بعض المزارع المحيطة بها ولم يكن من الممكن الإبقاء على القرية كما هي بسبب صعوبة صيانتها ومعالجتها.

من هنا، تبين أن هذا الموقع يعتبر الأنسب لإقامة المركز الثافي للملك فهد ومع ذلك، واجهت صعوبة في ترميم المباني القديمة، لذا رأي المسؤولين أنه من الضروري إزالة القرية القديمة واستبدالها بمركز لجذب السياح داخل المدينة يعكس الطراز المعماري الأثري ويعنى بالفنون التشكيلية والتصوير، ويعرض بعض المهن والحرف المحلية والمنتجات اليدوية.

ثم ظهرت قرية قديمة ذات طابع حديث في مبانيها، وتم تخصيص ميزانية لهذا المشروع من القطاعين العام والخاص علي هيئة تبرعات، كما تم تشكيل لجنة عليا برئاسة خالد الفيصل رئيس المشروع بالتعاون مع عضوية مديري إدارات الحكومة، حيث خرجت منها لجان عمل للإشراف.

وتم توقيع عقد بين البلدية في أبها وجمعية البر في الجنوب لاستثمار المكان لفترة زمنية تقدر بثلاثين عام مقابل أجر رمزي ومن هنا ظهرت قرية المفتاحة التشكيلية، وفي سنة 1410 هجريا تم افتتاحها وسط احتفالات شعبية وثقافية كبيرة حضرها المهتمون بالثقافة والفنون والأدب في مناسبة ثقافية مميزة.

محتويات قرية المفتاحة التي تجسد التراث والحداثة

  • مركز الملك فهد الثقافي

تستضيف قرية المفتاحة مجموعة متنوعة من الدورات داخل مركز الملك فهد الثقافي، بما في ذلك دورات في الخط العربي سواء الرقعة أو النسخ والفن التشكيلي وفن الخزف وايضا دروات في اللغة الإنجليزية كما تقدم دورات في الكمبيوتر للرجال والنساء.

ويشارك المركز في مهرجان الجنادرية ويستضيف أمسيات ثقافية وفنية في مسرح المفتاحة ويحتوي المركز على صالات مخصصة لإقامة معارض متنوعة تشمل الأرشيف الوطني ومعارض الكتاب ومعارض دارة الملك عبد العزيز كما ينظم الكثير من الأمسيات والمؤتمرات والندوات على مستوى الدول العربية.

وتعد قرية المفتاحة واحدة من أكبر القرى الفنية في الشرق الأوسط، حيث تعنى بشكل خاص بالفن التشكيلي والفنانين، من خلال تنظيم الدورات وورش العمل وإقامة المعارض.

ومن بين المعالم البارزة في المركز، مرسم للفن التشكيلي يتكون من طابقين، حيث يحتوي الطابق الأول على صالة عرض ومكان استقبال بينما يتضمن الطابق الثاني غرفة نوم ومطبخ إضافة إلى مركز الدورات الذي يشهد تنظيم الكثير من الفعاليات المختلفة.

المفتاحة3
قرية المفتاحة

مسرح المفتاحة وسوق الثلاثاء

تحتضن قرية المفتاحة أكبر مسرح مغلق في الشرق الأوسط، يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف مشاهد، وقد تم تزويده بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة وقد شهد المسرح الكثير من الندوات والمحاضرات والاحتفالات، حيث يلتقي فيه محبي الفن مع مطربيهم كل سنة في أجواء سياحية مميزة محاطة بسحب مدينة أبها التي تملؤها الأمطار.

وعلى الجهة المقابلة من المفتاحة، يقع سوق الثلاثاء الشعبي الذي يمثل أقدم الأسواق الشعبية في مدينة عسير وسمي السوق بهذا الاسم تكريم ليوم انعقاده، وهو يوم الثلاثاء في كل أسبوع، حيث يتقابل فيه المنتجون والمستهلكون وأصحاب الرأي والرقابة للقيام بالبيع والشراء.

كما تتم فيه جلسات لإصلاح ذات البين وحل المنازعات، ويعتبر سوق الثلاثاء من الأسواق القديمة التي يرجح بدء العمل فيها عام 1250 هجريا ومع تحسين العمران وزيادة السكان، تم توجيه الجهود لإحياء دور الأسواق الشعبية، بما في ذلك سوق الثلاثاء في أبها، حيث تم إنشاء سوق جديد بالقرب من قرية المفتاحة.

وتم افتتاحه يوم الثلاثاء السابع من الشهر السادس لعام 1416 هجريا بمساحة تقارب 14953 متر مربع، مع تصميم بيضاوي يحتوي على ممرات للمشاة وبسطات مفروشة.